اخر تحديث | الثلاثاء، ٢٩ أغسطس ٢٠٢٣
ذكرى تأميم قناة السويس
المصريين هما أقدم من ربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر عن طريق قناة سيزوستريس لكن مع مرور الزمن القنوات اللي اتحفرت اتردمت لحد زمن الحملة الفرنسية علي مصر بدأت فكرة حفر القناة من تاني عام ١٧٩٨ ففكر نابليون في شق القناة بس منجحتش المحاولة.
في سنة ١٨٥٤ قدر "دي لسبس" إقناع "محمد سعيد باشا" بالمشروع وحصل على موافقة الباب العالي، فقام بموجبه بمنح الشركة الفرنسية برئاسة دي لسبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة ٩٩ سنة.. يوم ١٦ يوليو ١٨٥٩ بدأت أعمال حفر قناة السويس واستغرق حفر القماة ١٠ سنين (١٨٥٩ - ١٨٦٩)، وساهم في عملية الحفر دي ما يقرب من مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من ١٢٠ ألف أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة والظروف الغير آدمية آن ذاك..كل الخلود لذكراهم والرحمة علي أرواحهم.
ديون وتدخل.
انتهى العمل بها بعد عشر سنوات في عهد الخديوي إسماعيل الذي سافر إلى أوروبا في ١٧ مايو ١٨٦٩ لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب والفن لحضور حفل افتتاح القناة وكان حفل مهيب وبميزانية ضخمة اتسببت في ازمة في الموازنة المصرية وكانت احدى حجج تدخل الاحتلال في شؤون الدولة المصرية. سنة ١٨٧٥ مرت مصر بأزمة مالية طاحنة اضطر معها الخديوي إسماعيل إلى بيع حصة مصر من أسهم القناة لبريطانيا بمبلغ ١٠٠ مليون فرنك في ٢٥ نوفمبر ١٨٧٥، وكده الحكومة البريطانية حلت محل المصرية في ملكية وأدارة شركة قناة السويس. ولكن الأزمة المالية مخلصتش، وأرسلت الدول الدائنة لجنة لفحص الحالة المالية في مصر لتصفية الديون التي تدين بها مصر لدول نادي باريس و كان مؤمن على هذه الديون بأرباح مصر اللي تمثل ١٥% من شركة قناة السويس. فقررت اللجنة بيع حصة مصر من الأرباح نظير مبلغ ٢٢ مليون فرنك وبكده خسرت مصر حصتها من أسهم القناة وحصتها في الأرباح في ظرف ٦ سنوات من افتتاح القناة. في سنة ١٩١٠ قدمت شركة قناة السويس البحرية طلب للحكومة المصرية لمد امتياز شركة قناة السويس اللي كان هيخلص في في ١٧ نوفمبر ١٩٦٨ لمدة ٤٠ سنة تانية تخلص سنة ٢٠٠٨، وأيدت الحكومة البريطانية الممثلة لسلطة الاحتلال في مصر مد الامتياز خصوصاً وقد بدأت الحركة الملاحية بالقناة تتضاعف لحد ما وصلت سنة ١٨٨٩ ضعف اللي كانت عليه سنة ١٨٨١ وتضاعفت مرة تانية سنة ١٩١١، و كانت البضائع البريطانية تمثل ٧٨،٦% من مجموع البضائع اللي بتمر بالقناة.
الحركة القومية المصرية ودورها التاريخي.
الحركة القومية المصرية بقيادة "محمد فريد" قادت هجوم كبير على طلب المد وقلبت الرأي العام ضده، وقام "إبراهيم الورداني" باغتيال رئيس الوزراء "بطرس غالي باشا" عام ١٩١٠ بسبب سعيه نحو مد امتياز القناة! وقام الاقتصادي المصري "طلعت حرب" بتأليف كتاب عن قناة السويس ليوضح الحقائق للعامة والخاصة عن تاريخ القناة وكيف ضاعت حصص مصر من الأسهم والأرباح وخسائرها حتى ١٩٠٩. وإزاء الضغط الشعبي كلفت الجمعية العمومية (مجلس النواب) طلعت حرب باشا وسمير صبري باشا بكتابة تقرير عن الموضوع، وبالفعل قدموا تقريرهم للجمعية ووضحوا فيه خسائر مصر المالية المتوقعة في حالة تمديد الامتياز الحالي بالشروط السالف ذكرها، وبناءً على هذا التقرير رفضت الجمعية العمومية عرض تمديد امتياز شركة قناة السويس و بقي الامتياز قائما بشروطه.
تأميم القناة.
في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ أعلن "جمال عبد الناصر" من ميدان المنشية بالإسكندرية قرار تأميم شركة قناة السويس، بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها بريطا.نيا والبنك الدولي. قدمت بريطانيا على القرار احتجاج رفضه "جمال عبد الناصر" على أساس أن التأميم عمل من أعمال السيادة المصرية، فقامت هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أن مصر أثبتت عكس ذلك واستطاعت تشغيل القناة بإدارة مصرية كان على رأسها مهندس عملية التأميم "محمود يونس" . واللي كان فيما بعد أن أدى ده الى العدوان الثلاثي علي مصر سنة ١٩٥٦ اللي خرجت منه مصر منتصرة انتصار سياسي كاسح وأثبتت المقاومة الشعبية نجاحات في مقاومة عدوان ٣ جيوش منهم ٢ قوى عظمى آن ذاك..وبسبب مجريات الأحداث دي بريطانيا العظمى اتكسرت شوكتها تمامًا كقوة عظمى في العالم وكانت بداية عهد جديد لصراع بين قوى مختلفة تمامًا وهي الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوڤييتي من جانب تاني.
ختامًا.
تعد قناة السويس إحدى أهم المجاري البحرية في العالم، حيث بلغت إيرادات القناة أعلى معدل ليها في التاريخ وهو ٧ مليار دولار وبيمر عبر القناة ما بين ٨% إلي ١٢% من حجم التجارة العالمية. أي كلام عن إن هيكون في بديل لقناة السويس بري أو بحري أو جوي هو درب دروب الخيال. أي كلام عن إن مصر كانت لازم تتمثل لبريطا..نيا وتستنى المهلة المحددة ليها كلام ساذج معليهوش أي أساس من المنطق تمامًا وكفاية نظرة واحدة علي مضيق جبل طارق لحد اللحظة عشان نفهم الصورة ماشية ازاي.. الكلام ده أو اللي قبله مش تفخيم في الرئيس "جمال عبدالناصر" ولكنه ذكر لأحداث تاريخية لا اكتر ولا أقل وكل ده قبل ما الوحدة تتم وقبل ما يقتنع "جمال عبدالناصر" بمشروع القومية العربية بالأساس..ودي كلها ليها بوستات ومقالات مختلفة توضح الأمر منها اللي سبق ونشرناه ومنها اللي لسه هينزل ان شاء الله.