في يوم 18 يونيو 1956 خرج آخر عسكري انجليزي واجنبي وانتهى أخر احتلال للدولة المصرية بجلاء الاحتلال البريطاني عن ارض مصر، وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر برفع علم مصر على مبنى البحرية فى بورسعيد إحتفالاً بجلاء أخر جندي بريطاني عن قناة السويس.
فى يوليو 1954 توصلت مصر و بريطانيا إلى اتفاق مبدئي بشأن المبادئ الرئيسية لمقترحات الإتفاق النهائي الخاص بجلاء القوات الانجليزية عن الأراضي المصرية، و فى 15 أكتوبر 1954 تم توقيع الإتفاقية النهائية، واللي تنص على:
وبالفعل في 13 يونيو عام 1956 تم جلاء القوات الإنجليزية من آخر جزء في مصر و اللي بذلك أصبح خالياً من أي قوات أجنبية، و فى يوم الجلاء "18 يونيو 1956" رفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد واللي كان آخر مكان تم إخلاء القوات الانجليزية منه في منطقة القناة و من اليوم ده بقت مصر حرة ملك للشعب المصري بشكل نهائي تسود له السيطرة الكاملة على كامل أراضيها.
قصة نضال الشعب المصري ضد الاستعمار البريطاني مرت بمراحل عديدة اتسمت بالشجاعة والكرامة في مواجهة المحتل.
كان أولها مع الثورة العرابية اللي قام بيها الزعيم الراحل "أحمد عرابي" واللي كان بيهدف من خلالها إلى تقليل النفوذ الاجنبي في الدولة المصرية وعمل إصلاحات في الدولة والجيش تضمن سيادة المصريين على وطنهم.
ولكن تحولت المسألة إلى حرب شاملة شنتها الإمبراطورية البر_يطانية تجاه الدولة المصرية بعد ما أخدت من الثورة العرابية ومن حادث مذبحة الإسكندرية مبرر لإرسال قواتها لإحتلال البلاد.
واللي حاول أن يتصدي ليها الجيش المصري بقيادة "أحمد عرابي" ورغم تحقيقة للانتصارات في البداية إلا إنه فشل في صد العدوان برعاية الخيانة الخديوية والعثمانلية.
وبعد إحتلال الجيش الانجليزي للدولة المصرية وبسط نفوذه على كامل أركانها بدأ سلسلة من البطش والتكنيل والفساد والسرقة في حق الوطن المصري وفي حق الشخصية المصرية اللي بذل كامل جهوده لكسرها ولتفريقها ولكنها كانت أصلب من كامل جهوده الخبيثه.
علشان بعد حادث دنشواي الشهير بوقت بسيط واللي وضح فيه همجية وفساد المستعمر تقوم ثورة 1919 كأول ثورة شعبية قومية عرفتها مصر الحديثة على إيد حزب الوفد بقيادة الزعيم الراحل "سعد زغلول" علشان ترفع 3 شعارات عايشين بيننا إلى الأن وهم مصر للمصريين و الاستقلال التام او الموت الزؤام و يحيا الهلال مع الصليب.
وده جه بعد فترة قصيرة من بزوغ روح القومية المصرية والشخصية الوطنية الأصيلة اللي سعت لإستعادة مصر كوطن حر مستقل يملكه المصريين كما كان الحال في عصر حضارتنا المصرية والروح دي اتوجدت بعد جهود من عدد من المثقفين والمفكرين كان ابرزهم الفيلسوف والمفكر الراحل "أحمد لطفي السيد" مؤسس حزب الأمة واللي نادي بإستقلال مصر عن أي كيان دولي آخر.
وانتهت ثورة 1919 بدستور 23 وبأول حكومة وطنية وبإعتراف رسمي من الامبراطورية البريطانية بكون مصر مملكة مستقلة ولكن مع إبقاء قوات ليها لحماية مصالحها في مصر وده الشرط اللي مقدرش وقتها الشعب ينهيه في ثورته واللي استغله الانجليز فيما بعد ضدنا ولكن قدرت عليه المحطة التالته من النضال.
بعد ثورة 23 يوليو 1952 ضد الحكم الملكي وبعد تحول مصر إلى جمهورية سعى " جمال عبد الناصر " إلى جلاء آخر ما تبقي من القوات الانجليزية على أرض مصر وبالفعل وقع اتفاقية الجلاء مع الحكومة البريطانية علشان ينتهي كابوس التواجد الأجنبي على أرض مصر في يوم 18 يونيو 1956.
علشان تختتم المراحل التلاتة من النضال المصري ضد المستعمر الانجليزي واللي تخللها أعمال عظيمة للمقاومة والفدائية المصرية استهدفت عدد من القادة الانجليز بالنجاح والتحرر الكامل و إستعادة مصر كوطن مستقل صاحب سيادة يملكه المصريين.
كل سنة وانتو أحرار كل سنة وانتو مستقليين، وحفظ الله وطننا المصري وأمتنا المصرية.