اخر تحديث | السبت، ٥ أغسطس ٢٠٢٣
فلو تعرف تلاقيلي عقد عمل في الخليج أكون شاكر ليك جدًا
جملة بيرددها كتير حاليًا وبيتناقلها كرد علي اعتزاز المصريين بهويتهم وحضارتهم وتاريخهم وتراثهم، والغرض منها السخرية والاستهزاء من الاعتزاز بذاتك ورفضك لهوية غير هويتك كمصري
جملة بيرددها كتير حاليًا وبيتناقلها كرد علي اعتزاز المصريين بهويتهم وحضارتهم وتاريخهم وتراثهم، والغرض منها السخرية والاستهزاء من الاعتزاز بذاتك ورفضك لهوية غير هويتك كمصري، فازاي تعتز بكونك مصري وكتير من المصريين بيبحثوا عن وظايف في الخليج وكتير من المصريين بيشتغلوا في الخليج العربي؟ فانت طالما بتشتغل هناك وبتبحث عن وظائف معروضة والدول دي محتاجة عمالة وافدة فانت متقعدش تقول إنك مصري وعندك تاريخ بتعتز بيه بقي..عليك إنك ترضخ وتقبل بفرض هوية غير هويتك لأنك رايح تشتغل هناك.
طالما بتشتغل في الخليج .. متفتخرش بهويتك
لو جينا فصصنا الترند ده ومنطقه الفاسد هنلاقي كوارث في نمط التفكير عن كتير من الناس..فبعيدًا عن كم الانحطاط والدةنية وجلد الذات في التعليق نفسه والانبطاح للغير والتبرؤ وكراهية النفس..الفكرة نفسها ملهاش أساس ولا منطق سليم. فعدد المصريين اللي عايشين في الخارج ككل هو حوالي من ١٤ مليون مصري وفق تصريحات وزارة الهجرة..منهم ٥ مليون في الخليج تقريبًا. كتير بيحاول يرسخ فكرة إن الخليج كاسر عين المصريين بالمساعدات والأموال اللي بتدعم الاقتصاد المصري أو إنهم عاملين "جميلة" في الدولة المصرية وديه فكرة ساذجة الحقيقة..فبعيدًا عن التصريحات الدبلوماسية الخليج بيأمن نفسه واستقراره في المقام الأول والأخير. في ربط غريب جدا ما بين كون المصري بيعمل في أحد الدول الخليجية وما بين إن ده معناها إنه لازم يبقى عربي بالضرورة..ومينفعش أبدًا يتفاخر ببلده وهو قاعد هناك لأن ده نوع من أنواع التناقض؟ والحقيقة عكس كده تمامًا لأن كتير من المصريين في الخليج بالفعل معتزين جدًا بهويتهم وبتاريخهم واللي بيروح هناك قادر بسهولة جدًا يميز الفروقات في الثقافة بينه وبين المواطن العربي..وحتى العرب نفسهم قادرين يميزوا براحة تامة بينهم وبين الشعوب التانية لدرجة بتستدعاهم كل شوية يخلقوا تردات للتوضيح لباقي الشعوب إنهم مش عرب ردًا علي إدعائات القومية العربية.
فضل مصر..علي الخليج؟
مصر مرتبطة بالعرب بعلاقات تجارية قديمة من قبل ظهور الإسلام، و بعد الإسلام فضلت كسوة الكعبة تخرج من مصر لأكتر من ١٢٠٠ سنة. المجاعات لما كانت بتدمر الحجاز كانت مصر اول دولة تمدهم بالمدد، و أشهر واقعة كانت سنة ١٣٢٢ لما مصر أرسلت مساعدات غذائية أنهت مجاعة قاتلة في مكة. قبل السبعينات كانت بعثات مصر الطبية و التعليمية هي السبيل الوحيد للتعليم و العلاج في الخليج، فأول مدرسة نظامية في الكويت كانت تبع البعثة المصرية سنة ١٩١١ البعثة الطبية المصرية كانت المسؤولة عن رعاية الحُجاج من كل أنحاء العالم. حتى بعد اكتشاف البترول و ارتفاع مستوى المعيشة في الخليج، كان المصريين أهم عنصر في تحقيق نهضة الخليج من خلال أفواج المدرسين و الدكاترة و المهندسين اللي صمموا مدن عربية كُبرى زي مكة و دبي. الخليج في الحقيقة هما اللي بيستفادوا من المصريين بشكل كبير جدًا في كل وجميع المجالات..فبجانب العلاقات اللي بين الخليج والدولة المصرية، العمالة المصرية سعرها منخفض بشكل كبير وده بيستفاد منه الطرفين علي حد سواء فلا يخفى على حد الهيمنة المصرية على قطاع التدريس و الطب في الخليج لدرجة ان السعودية لوحدها فيها ٤٠ ألف مُدرس مصري و فيه ٦٠ ألف دكتور مصري في الخليج! في مصر حوالي ٦٠٠ الف فرد خليجي في الدولة المصرية لأسباب منها الاستثمار والتربح أو الإقامة ده غير السياحة فأكتر منطقة متأثرة بمصر حاليًا هي الخليج اللي بيعتمد على المصريين في مجالات التعليم و الصحة و حتى إدارة الشركات الكُبرى..
اللي بيشتغل برا مذلول.
منطق تاني بيصدر مفهوم إن اللي بيشتغل برا سواء في الخليج أو أوروبا أو غيرها هو انسان مذل.ول ومضطر..وبلده ضعيفة ومنهارة فبأي حق تعتز بكونك مصري؟ اتجرد تمامًا من مصريتك لأنها عار في الواقع الحاضر.. مفهوم فاسد بيتروج لسلخ أي بواقي عزة نفس وكرامة وفخر عند المصريين ككل بحجة إنك طالما كلعت دورت علي فرصة عمل برا مصر فإياك تقول انا بعتز بكوني مصري. المفارقة هنا إن غالبية المصريين اللي عايشين برا مصر عندهم اعتزاز ببلدهم وبهويتهم كمصريين وهما أكتر ناس عندهم ميول للفكر القومي المصري ودايمًا ما بيسعوا لرفع اسم بلدهم في الدول الأجنبية اللي عايشين فيها. في حوالي ٤٦ مليون صيني برا الصين وحوالي ٣٢ هندي برا الهند ده غير اكتر من ٢٠ مليون الماني برا المانيا وكذلك الحال مع باقي الدول لأي سبب كان سواء سعيًا لاعلاء الدخل الشخصي أو الرغبة في المعيشة في دولة تانية أو لأجل استثمار او غيرها من الأسباب.
عملوها الكمايتة العنصريين!
الكلام السابق ذكره مش عشان معايرة حد أبدًا لكن واضح إن في ظل الإسائات المتكررة وانتشار الدونية وظواهر جلد الذات كتير بينسى المقام والفضل..وده كله ما هو إلا إثبات لحقايق تاريخية عشان الدونيين اللي بيسخروا بحجة ان فيه مصريين كتير في الخليج وإن أهلهم معتمدين على الحِوالات اللي بيعملوها، و نسي ان نهضة الخليج كان أساسها مصر و المصريين.. كل ترند عن مسألة الهوية الخاصة بالشعب المصري بيحاول كتير يستغله في تشوية القوميين المصريين علي إنهم مجموعة شباب عنصري كاره للعرب وكل الشعوب.. المصريين في مصر و العالم ليهم تأثير و بصمة كبيرة في كل المجالات في كل مكان و ده مش غريب علينا لأن السعي ورا العظمة و الإبداع متأصل في نفوس المصريين و ورثناها عن الأجداد، عظمة المصريين شهد لها أعظم فلاسفة اليونان أفلاطون اللي قال ان كل علوم اليونان مصدرها مصر، و اليونان هي مهد الحضارة الغربية...والافتخار واعتزاز المصري بتاريخه فما هو الا دافع له للارتقاء بواقعه الحالي وتغيير حاضره ومستقبله! مهواش بأي شكل من الأشكال عنصرية / شوفينية / كلام غير واقعي أو غيرها من الحجج الواهية..فأي إنسان سوي بيسعى لاستعاده ماضيه المزدهر وتغيير واقعه الغير ملائم لمتطلباته.
ختامًا
أي عنصرية أو إسائة لأي شعب تاني باسم القومية المصرية او باسم اننا افضل واحسن من الكل والباقي أدنى مننا ده مرفوض تمامًا شكلًا وموضوعًا ولا يُعقل أبداً اعتبار الاعتزاز بالهوية و التاريخ المصري على أنه كره لأي شعب أو حضارة. القومية المصرية قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل بين الشعوب وحرية كل شعب في الاعتزاز بهويته و الحضارة بدون اتهامات و مزايدات كلها تكفير و استهزاء بحضارة المصريين.. ومن هنا احنا بنوجه كلامنا في المقام الأول للمصريين اللي بينشروا ميمز كلها استهزاء بالمصريين و حضارتهم بحجة انها "حضارة حجارة" و ايه فايدتها لو فيه مصريين كتير عايشين و بيشتغلوا في الخليج، و بصراحة مش عارفين ايه علاقة دة بالحركة القومية و ازاي دة سبب ان الواحد ينسب نفسه للعرب، إلا إنه نابع من احساس بالدونية و النقص. القومية المصرية تحترم الكل و ترفض رفض قاطع كل أشكال العنصرية بدون أي استثناءات، و بنفس القدر بنرفض الاستهزاء بالمصريين و حضارتهم و نأسف لوجود مصريين منسلخين عن مصريتهم بل و بيتريقوا على أهل بلدهم. كل دة مرفوض و يدل على دونية متفشية.. ونأسف اكتر لوجود صفحات ميمز بتنشر الميمز دي عشان لم الريتش و فيه اجيال وعيها الجمعي مبني على الميمز، و طبيعي يطلعوا دونيين هما كمان و كارهين هويتهم الوطنية بالشكل دة و يسخروا من أي فصيل وطني مُعتز بمصريته.