اخر تحديث | الثلاثاء، ٥ سبتمبر ٢٠٢٣
ملحمة الاسماعيلية | ذكرى صمود المصريين
في ذكري يوم ٢٥ يناير من كل سنة بتطلع ناس تقول ده عيد شرطة فقط وتطلع ناس تانيه تقولك لا ده عيد الثورة فقط ومينفعش يكون عيد شرطة تاني وتقريبًا الطرفين بيزعلوا لما بيلاقوا مواطن مصري سوي بيمشي علي نهج الدولة و بيعتبره عيد شرطة وذكري ثورة..
وبتظل حالة الجدل دي لحد ما ذكري اليوم بتعدي طب حالة الاحتقان أو الاشتباك بين الحدثين اللي في نفس اليوم دي هل هي من الأساس صحيحة وهل خلقها ونقاشها من الأساس أمر سليم؟ طب ليه اليوم ده عيد شرطة وايه الذكري تحديدًا اللي اتحددت علي أساسها إن اليوم ده يكون عيد الشرطة المصرية وهل يصح إننا احط ذكري ثورة يناير في مواجهى مع الذكري اللي قام عليها عيد الشرطة وهل هما عكس بعض اصلًا؟ تعالوا نعرفكم أصل القصة..
المقاومة المصرية.
ارتفعت حدة التوتر بين مصر وبريطانيا عندما اشتدت أعمال المقاومة المصرية والفدائيين المصريين ضد معسكرات الإنجليز وضباطهم في منطقة القناة.. فالخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية كانت كبيرة جدًا...في الهجمات كانت وصلت لاكتر من ١٠٠ انجليزي بين قتيل وجريح.. بعدها أعلنت الحكومة المصرية عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات اللي عاوزين يسيبوا عملهم والمساهمة في الكفاح الوطني ضد الإنجليز..وده خلى عشرات الآلاف يسيبوا الإنجليز وجنودهم والتوريدات اللازمة من اكل عشان اعاشة الجنود الإنجليز. انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز حط القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد.. واتلغت معاهدة ٣٦ فى ٨ أكتوبر ١٩٥١ وغضبت بريطانيا غضب شديد واعتبرت إلغاء المعاهدة بمثابة اعلان حرب على المصريين. وبدأ المحتل يشدد قبضته على المدن المصرية، أقدمت القوات البريطانية محاولة بائسة لإهانة الحكومة المصرية عشان تتراجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة..مكنتش تعرف بريطانيا إن المحاولة دي هتكلفها كتير من جنودها..
بداية الملحمة..
في يوم ٢٥ يناير سنة ١٩٥٢ تحديدًا في الإسماعيلية طلبت القوات الانجليزية من قوات الشرطة المصرية تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية لقوات الإحتلال الإنجليزي وقام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير اكسهام" بإستدعاء ضابط الإتصال المصري وسلمه إنذار عشان تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وتسيب عن منطقة القناة وتنسحب للقاهرة بدعوى أنها مكان تمركز الفدائيين المكافحين من الشعب ضد قواته في القناة. وده اتقابل بالرفض الشديد والمطلق من قوات الشرطة المصرية وكان سبب بداية معركة الاسماعيلية!
على جثتنا!
فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت ده ل"فؤاد سراج الدين" وزير الداخلية المصري وقتها واللي طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام وبدأت الشرطة المصرية تتحضر للمعركة.. وده خلى إكسهام وقواته يحاصروا المدينة وبدأ يقيم سلك شايك حوالين المناطق. حاصر الإنجليز قسم شرطة الإسماعيلية ومبنى المحافظة بأكتر من ٦آلاف جندي إنجليزي بينما كان عدد قوات الشرطة في المقرين المذكورين لا يتجاوز ٤٠٠ وانطلقت مدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار ١٠٠مم تدك مبنى المحافظة وثكنة الشرطة المصرية. بعدما اتشرخت الجدران وسقط كتير من شهداء الشرطة المصرية أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب مدة قصيرة عشان يعلن لرجال الشرطة المحاصرون فى الداخل إنذاره الأخير للتسليم والخروج من غير أسلحتهم وإلا فقواته هتكمل ضرب! وكان القائد الإنجليزي متأكد إن ديه كانت النهاية..مفيش بشر هيتحملوا الدك ده مرة كمان..ولكنه صعق من الرد.. جه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيب "مصطفى رفعت" واللي قال بأعلى صوت في وشه بثبات كبير: "لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة" وبالفعل استأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وبدأت القنابل تنهمر على المبانى لحد ما حولتها لأنقاض وبينما استشهد أبطالنا وهما بيقاوموا وبيضربوا النار قدر امكانهم على غابو الدبابات والمدافع استمرت المعركة لأكتر من ساعتين كاملين! مستسلمتش فيها قواتنا المصرية لحد سقوط منهم ٥٠ شهيد و٨٠ جريح وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم.. قاوموا الانجليز ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) أحدث الأسلحة البريطانية وقتل-وا من البريطانيين ١٣ قتيل و١٢ جريح.
بعد غبار الملحمة.
بعد ما هدي الدك للمرة التانية والهدوؤ عم المكان والتراب بدأ يختفي..خرج اللي فضل عايش من قواتنا الشرطية من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء "أحمد رائف" وسط دهشة من الجنرال إكسهام اللي مقدرش يخفي تعجبه وإعجابه بالمقاومة دي.. فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطًا وجنودًا" وأمر جنوده بأداء التحية العسكرية لطابور الرجال المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما ليهم وتقديرًا لشجاعتهم النادرة.. ومن يومها تم إقرار اليوم ده أجازة رسمية تخليدًا لذكري أبطال معركة الاسماعيلية وتقديرًا لشهداء الشرطة اللي ضحو بروحهم علي مر العصور لحفظ الدولة المصرية.
٢٥ يناير.
في النهايه يوم ٢٥ يناير ذكري للرجالة الشرفاء اللي استشهدوا عشان خاطر يشوفوا البلد أفضل سواء اللي استشهد في ٥٢ وهو بيقاتل المح-تل وبيحمي ضهر الفدائيين من الشعب او سواء الشباب النقي الي نزل في ٢٠١١ ضد نظام فا-سد وضد سلبيات حقيقيه في البلد وكان حلمه وقتها يشوف البلد أفضل والرجالة اللي استشهدت في ٥٢ والذكري النبيلة دي لا يعيبها إن الجهاز في يوم من الأيام التحق بيه بعض النماذج السيئة اللي اساءت له ولا للناس لأن اللي استشهدوا في ٥٢ ما زال برضه في زيهم ناس كويسة في وقتنا الحالي لسه في خدمتها وفي اللي منها استشهد في الواحات في ٢٠١٧ وفي سيناء وهو بيحمينا من جماعات متطرفة.. وزي ما الرجالة الشريفة اللي في جهاز الشرطة لا يعيبها اللي أساء للجهاز بسلوك غير سوي نفس الكلام الشباب السلمي اليطلي نزل يطالب بالتغيير بدون النظر لمصالح شخصية أو بدون ما يستغل الحدث لصالح توجهه أو جماعة لا يعيبه ما حدث من المخربين والبلطجيه اللي اتحسبوا عالحدث بالباطل وكانو سبب في تدمير منشئات عريقه زي المجمع العلمي والمتحف المصري وغيروا من مقرات الدولة ولا يعيب الشباب بردو ان الحدث ده ركب عليه منتفعين وجماعات متعطشة للسلطة. ففي النهاية انتهوا عن ضرب في نفسكم وفي أبطالكم و ربنا يرحم كل مصري شريف وطني يهمه مصلحة البلد والناس في كل عصر وكل أوان..