قبل ما نبدأ المقال حابين نشكر المخرج مروان حامد والفنانين وطاقم العمل اللي قدر يقدم للجمهور تحفة فنية حقيقة وهي فيلم "كيرة والجن" اللي قدروا من خلاله يحكوا بواقعية أحداث النضال اللي قام بيها أبطال مصر ضد المستعمر.
الفيلم قدر يحقق نجاح ضخم ودخل قائمة أكثر ٥ أفلام تحقيقًا للإيرادات فى السينما المصرية في أول 3 أسابيع ولسه مكمل معانا فترة كمان وفي توقعات إنه هيتصدر أكبر إيرادات في تاريخ السينما المصرية وده إن دل علي شئ فبيدل علي إن الجمهور المصري بيحن الي النوع ده من الأعمال الفنية الي عندها القدره في رفع الوعي الوطني للنشئ والتذكير بملاحم النضال اللي قام بيها الشعب المصري للوصول لحريته.
من أول يوم دخل فيه الإستعمار الانجليزي لأرض مصر تم مواجهته من شعبها بشراسة واللي دعمو جيش عرابي اللي تم تخوينه من الخديوي المتآمر وتم التحريض عليه من الباب العالي ولم يجد بجانبه سوي أهل مصر المخلصين في هذه المواجهة الي للاسف انتهت بخسارة.
ظن المستعمر بعدها إن الأمور استقرت له في أرض مصر إلى مالا نهاية الا إن شباب مصر المخلص لم يرضوا إن يرضخوا لرغبات المستعمر وأعوانه فبعد فترة قصيرة من دخوله لمصر وتعدد جرائمه بدأ الحراك الشعبي أمامه وبدأت عمليات المقاومة ضد عساكره وضباطه اللي تم حصد المئات من أرواحهم في رسالة واضحة للملك الانجليزي.
"لا سلام لرجالك في مصر دون الاستقالال"
وللرد علي اعتدائاتهم علي الأمة المصرية واستمرت أعمال المقاومة جنبًا الي جنب مع الحراك الشعبي الثوري اللي تبلور في ثورة 1919 بقيادة حزب الوفد وحزب الأمة اللي علا صوتهم بالاستقلال والمطالبة بوطن قومي مستقل للمصريين وجلاء الاستعمار وعلت مطالبات الزعيم سعد زغلول بجلاء الاستعمار وإعطاء مصر استقلالها وتأسيس دستور وبرلمان مصري.
كتير من الناس ظنت إن الفيلم قائم علي أشخاص وأحداث وهمية إلا إن الحقيقة اللي تجعل الفيلم مميز جدًا إنه قام علي التوعية بأبطال حقيقين ليهم أثر كبير في النضال ضد المستعمر واجلاؤهم وليهم فضل علي حياتنا في وطن مستقل الآن!
كيميائي وطبيب مصري شارك في ثورة 1919 وفي عمليات المقاومة وكان بارع في الاغتيالات السياسية، قام بالكثير من العمليات الأنتقامية من الأنجل.يز أثناء ثورة 1919.
درس عبد الحى كيرة في كلية الطب وكان دوره إنه يمثل الطالب المصري الغير مهتم بالشأن السياسى والكاره للوطنية والمحب للمست.عمر، كان الطلبة جميعا مضربين إلا عبد الحى، الي كان بيروح كل يوم إلى مدرسة الطب ويستهدفه الطلبة بالآذى والإذلال والاحتقار والضرب ويقولوا ده ابن اللنبي «المعتمد البريطانى»، وكان مدير مدرسة الطب «الدكتور كيتنج» يراه ابن الإمبراطورية البريطانية وكان لا يفتح أبوابه إلا لعبد الحى كيره، وأصدر أمرًا أن يفعل عبد الحى ما يشاء وأن يتنقل بين غرفات الدرس والمعامل كما يشاء، وفي أي وقت يشاء.
كان عبد الحى يدخل معامل المدرسة ويأخذ منها مواد تدخل في تركيب المتفجرات في أنابيب خاصة ويسلمها إلى اللجنة المختصة بصنع القنابل التي كان يشرف عليها الطالب أحمد ماهر «رئيس وزراء مصر ١٩٤٤ : ١٩٤٥»، وظل الأمر كذلك حتى اكتشف امره في اعترافات قتلة السير "لي ستاك" سنة ١٩٢٤، وبدأت المخابرات البريطانية ملاحقته وأصبح واحداً من أهم المطلوبين لديها، حتي أنها اصدرت منشوراً لجميع مكاتبها في العالم تقول فيه:
«اقبضوا عليه حيًا أو ميتًا، اسمه أحمد عبد الحي كيرة، كيميائي كان طالباً في مدرسة الطب، خطير في الاغتيالات السياسية، قمحي، قصير القامة وذو شارب خفيف وعمره ٢٨ عامًا».
وقتها اضطرت قيادات الجهاز السري للثورة ان تقوم بتهريب الفدائي كيره بجواز سفر مزور إلى ليبيا ومنها الي إسطنبول وظل سنوات طويلة مطاردا، وقد قابله هناك الأديب يحيى حقي عام ١٩٣٠ واللي كان بيعمل موظفاً بالقنصلية المصرية في إسطنبول وكتب عنه «بعبع الإنجليز يبحثون عنه بعد أن نصبوا له حبل المشنقة، كنت لا ألقاه إلا صدفة وألح عليه ان نأكل معا فيعتذر قائلا: قريباً ان شاء الله.
وظل هذا حالي معه أربع سنوات كلما أدعوه يعتذر بأدب، وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد، كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة وغلبت صفرته التحتانية على لونه الأصفر، يمشي على عجل ويحذر كأنه يحاول ان يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلوا كلامه من أي عاطفة، فلا تدري ان كان متعباً ام غير متعب..جيبه نظيف أم دافئ، معدته خاوية أم عامرة؟»
وكتب أيضًا:
«حاولت أن أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي انه يسكن في ثلاث شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، إنه يعلم أن المخابرات البريطا..نية لن تكف عن طلبه حتي لو فر إلى أقصى الأرض، انها لا تنسى ثأرها البائت».
بعد توقيع معاهدة 26 سافر إلى تركيا ثلاثة من عملاء الإنجليز في مصر. ثلاثة من القلم السياسى هم «جريفز»، «ماركو»، «اسكندر بورجوزافو»، واستطاعوا إستدراج عبد الحى إلى إحدى ضواحى إسطنبول واغتالوا البطل.
شاب مصري من مواليد اسيوط اصبح مناضل وفدائي شارك في ثورة ١٩١٩ وكان عضواً في المقاومة كان يشارك في توزيع المنشورات في صعيد مصر وتحديدا في المنيا وانضم مع المقاومة والذي أطلق عليها وقتها تنظيم اليد السوداء.
شارك في محاولة اغتيال وزير الأشغال وقتها محمد شفيق باشا بسبب مولاته للإحتلال الإنجليز.ي ولكن لم تفلح المحاولة وتم القبض عليه، كانت شهادة دولت فهمي سبباً في تعديل الاتهامات عليه ويتم الحكم عليه بالسجن المؤبد بدلاً من الإعدام، وفي عام 1923 أصدرت حكومة سعد زغلول باشا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وكان واحداً منهم.
قام العديد من الكتاب بتناول قصة عبد القادر شحاتة ومساهماته الوطنية، ومنهم الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى كتابه (الكتاب الممنوع - أسرار ثورة 1919) الذي صدر عام 1963، كذلك اقتبست شخصيته في رواية (١٩١٩) للمؤلف أحمد مراد والتي تحولت لاحقًا إلى فيلم كيرة والجن.
دولت فهمي سيدة مصرية من المنيا انتقلت للعيش في القاهرة وعملت ناظرة بمدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات وبجانب عملها بالمدرسة، كان لها دورا كبيرا في ثورة 1919 واستطاعت من خلال موقعها الوظيفى أن تحشد جموع المرأة للخروج فى ثورة 1919 وكانت تعمل مع التنظيم السري للثورة والذي أطلق عليه وقتها اليد السوداء.
شاركت في العديد من العمليات الثورية ضد الاستعمار وعندما قبض علي عبد القادر شحاتة "الجن" شهدت امام النيابه إنه عشيقها وكان يبيت ليلته عندها لتنفي عنه الاتهامات، ولكن الانجليز نشروا اعترافها وصورتها بالجرائد فيقوم أهلها بقتلها ولم يكن أحد يعرف انها بطلة شريفة كانت جزء أصيل من المقاومة ضد الانجليز.
نجيب الهلباوي كان واحدًا من أكثر الفدائيين قوة وشجاعة، وساهم في العديد من العمليات الفدائية الي اثرت بشكل واضح في الانج.ليز وعملا.ءهم، وانضم في تنظيمات سرية وكان له علاقات واسعة بكل الفدائيين الوطنيين.
كان من اهم شركاؤه في العمل الوطني احمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي، ومع الحرب العالمية الاولى تم عزل الخيديوي عباس حلمي الثاني لانه لم يكن اداة في يد الانجليز وقد تم تعيين عمه السلطان حسين كامل ليكون سلطان في ظل الحماية الانجليزية على مصر، واعتبره المصريين مجرد ظل للاحتلال وعميل الانجليز، وقد حدثت له عدة محاولات اغتيال لم تنجح من الفدائيين، كانت من ضمن المحاولات محاولة لمحمد نجيب الهلباوي ولكنها فشلت وتم القبض عليه وحكم عليه بالاعدام، ولكن تم تخفيف الحكم للاشغال الشاقة المؤبدة، استمر سجنه ٩ سنوات كاملة يقوم بتكسير الحجارة في الجبل، وطبعا تم فصله من عمله كموظف بالحكومة. في بداية حبسه كتبت الجرائد الوطنية عنه وعرفت سيرته وذاع صيته ولما انتصرت ثورة 1919، وفي ظل حكومة الثورة برئاسة سعد زغلول اصدر قرارا بالعفو عن المعتقلين السياسيين، وكان من بينهم محمد نجيب الهلباوي. ليخرج يجد بعض رفاقه في النضال الوطني اصبحوا في مناصب هامة وكان ينتظر أن يحظى بمكاسب نتيجة لنضاله خاصة وقد تم حبسه 9 سنوات كاملة، ولكن حكومة سعد زغلول كانت تحاول ان لا تظهر علاقتها بالفدائيين الذين تم الحكم عليهم في قضايا اغتيالات للانجليز وعملاءهم حتى لا تتعرض للاحراج في بدايتها، فكان سعد باشا زغلول يقوم بتعيينهم في وظائف صغيرة في الاقاليم مؤقتآ حتى لا يلفت الانظار، اما من لم يتم ادانتهم بتهم محددة مثل النقراشي واحمد ماهر وغيرهم فتولوا اعلى الوظائف بل اصبحوا رؤساء للحكومة لاحقا.
لكن محمد نجيب الهلباوي وجد ان الوظيفة المعروضة عليه لاعادته للحكومة بمرتب ١٥ جنيها تعتبر تقليل منه فشعر بغضب شديد فقرر الانتقام وعرض خدماته على المخابرات الانجليزية مقابل مرتب شهري قيمته 30 جنيها ومبلغ يقال انه 30 الف جنيه او 10 الاف جنيه دفعة واحدة، ونجح بالفعل في خديعة الفدائيين الذين قتلوا "السير لي ستاك" وتمكن من تسهيل مهمة القبض عليهم وتصفيتهم ليتحول واحد من الابطال الى خائن لوطنه ويتعاون مع أعداؤه لأنه أراد ثمنًا لهذا النضال الوطني وظن نفسه مرتزق ليس بمناضل شريف يسعي لتحقيق الحريه والاستقلال لوطنه.
ده سرد بسيط لبعض المناضليين والفدائيين ولقصة واحدة من قصص كتيير قام بيها أبطال مصر للتخلص من الاستعمار ونيل الحرية وتاسيس وطن حر لا يتبع أحد واللي جسدت في عمل فني اتمني تكراره لرفع الروح القومية والوطنية بين أبناء الشعب المصري بعد ما انتشرت الدونية واستح.قار الذات والنفس بين كتير من الشباب حاليًا لإعتقادهم إن التاريخ المصري هو عبارة عن احتلالات فقط لا غير واستنونا في بوستات تانية هنحكيلكم فيها عن مناضلين وفدائيين اخريين لهم الفضل علينا في العيش في وطن حر مستقل الآن.
عاشت مصر حرة مستقلة وكل الخلود والمجد لكل من مات في سبيل وطنه وتحيا الأمة المصرية.