زي النهارده من 224 سنة انتصر أهل مدينة قنا على الأسطول الفرنسي في معركة ملحمية بقرية البارود التابعة لمركز قفط جنوب قنا سنة 1799. بعد ما دخلوا في معركة عنيفة غير متكافئة تمامًا.
إستخدموا فيها العصاية والنبوت والأسلحة التقليدية والبنادق العتيقة لما كان عليه المصريين من اهمال شديد أيام الدولة العثمانية وتردي الحال في جميع نواحي الحياة.
المصريين واجهوا الأسطول الفرنسي بأسلحته الثقيلة اللي كانت بتعتبر وقتها الأحدث في العالم.
والمفاجأة إنهم أجبروه على الانسحاب وإفساد مخططه الاستعماري للوجه القبلي في هزيمة مذلة ومدوية هتفضل محفورة في تاريخ المستعمر الفرنسي للأبد.
فعكس ما بيتم ترويجه المصريين قاوموا كل المستعمرين بلا استثناء! تعالوا نحكيلكم التفاصيل.
سنة 1799 وقبل أيام من معركة البارود قرر نابليون بونابرت غزو صعيد مصر لأن صعيد مصر مكنش تحت السيطرة الفرنسية وده كان بيمثل تهديد كبير.
وبعد ما جهز خطة عسكرية للقضاء على المماليك ونفذ الأسطول الفرنسي ضربة عسكرية ناجحة بمعركة سمهود ونجحت في القضاء على المماليك بقيادة الجنرال “ديزيه” وهزمت قوات مراد بك هزيمة ساحقة.
وده كان آخر تواجد قتالي للمماليك بعدها تم البدء رسميًا ف يالمقاومة المصرية ضد الفرنسيين.
فزادت المقاومة المصرية ولكن الأسطول الفرنسي واصل تفوقه الكاسح بطبيعة الحال في مركز فرشوط والوقف.
وفى قرية دندرة غرب قنا اللي المصريين فيها استعملوا خطط ذكية واستراتيجيات نجحوا فيها بصد الهجوم الفرنسي وهي إنهم جمعوا الأحطاب و التبن وولعوا فيها علي شط النيل.
بالتالي لما مر الأسطول الفرنسي تصاعدت الأدخنة وظنوا انها قرية مليئة بالأوبئة والأمراض ومقدروش يدخلوها!
الاستراتيجية دي اقبتت نجاهها بشكل مبهر إستخدمها عمدة قرية دنفيق بمركز نقادة جنوب قنا.
وصل الأسطول الفرنسى وقتها لشاطئ البارود فى سنة ١٧٩٩ وكان مكون من ١٢ سفينة بحرية مجهزة بأسلحة وفى المقدمة السفينة الشهيرة إيتاليا الخاصة "بنابليون" وواجه الأهالى تلك السفن والعتاد الحربى بالعصا والنبوت.
وأثناء بداية المعركة استشهد عشرات المصريين بشجاعة كبيرة جدًا لانهم كانوا عارفين إنهم محتاجين وقت وفي سبيل إنهم ينجحوا في خطبتهم وينفذوا الاستراتيجية وعارفين إن الصفوف الأمامية بنسبة كبيرة مش هترجع حية.
وفعلًا قدر باقي المقاومين المصريين يفجروا البارود اللى كان بيتواجد على السفن الفرنسية..وده ادي لم.قتل ٥٠٠ جندى فرنسى ويزيد نتيجة التفجير المهول اللي حصل واللي شهد عليه صعيد مصر بالكامل!
وكان "ديزيه" شهد قبل معركة البارود مقاومة كبيرة جدًا كذلك فقاومه أهالى أبو مناع فى ١٧ فبراير وإسنا فى ٢٥ فبراير، والمعارك والمقاومة الشرسة ديه أنهكت من القوات الفرنسية وده اللي خلى "ديزيه" يتراجع ويطلب المدد من "نابليون" نفسه لحد ما لاقى الهزيمة.
بيحتفل أبناء قنا كل سنة في يوم ٣/٣ بالذكرى الخالدة دي بوضع الزهور على النصب التذكارى اللي بيتواجد بمركز قفط وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء بحضور محافظ قنا وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة فى كل سنة.
كل المجد والخلود لذكرى أرواح شهداء مصر الأبرار عبر كل مكان وزمان في كل شبر فيها وفي أي وقت وتحت راية أي محتل أجنبي.