اخر تحديث | الثلاثاء، ٢٩ أغسطس ٢٠٢٣
الأسرة المصرية .. كنا فين وبقينا فين
لا يخفى على أحد التريندات المبتذله اللي بقت بتمر علينا علي السوشيال ميديا وكل هدفها خلق شق بين شباب وبنات مصر وبين رجالها وستاتها.
التريندات بتطلقها منصات مشبوهة اما بهدف جمع التفاعل أو الأرجح بهدف خدمة أجندة ما هدفها تفرقة المجتمع المصري وإدخاله في دوامة من الاضطراب وعدم الاتزان بضرب الأسرة المصرية والعلاقات المصرية بين الرجل المصري والست المصرية. واللي نتيجتها المباشرة بتكون خلق جيل مشوه نفسياً وخلقياً، وعلى الجانب الآخر بيكون في تريندات ماشيه على نفس الاسلوب ولكن المرة دي بتكون من صناعة شخصيات إعلامية بتراشق التصريحات بهدف جني شعبيه ومال اكتر وكمان خلق زخم وضجة وللأسف التريندات دي بتخدم على اللي قبلها. ولكن بجانب التريندات دي ولو بصينا بنظرة أعمق هنلاقي إن بعض الشخصيات الاعلامية المشهورة دي هي أول من بدأ الجدل حول حال الأسرة في مصر وحال العلاقات العاطفية بين الطرفين من خلال برامجهم وبدأوا في خلق حالة من الندية والصراع هما الوحيدين المستفيدين من زخمه أما المجتمع فا متضرر بشكل قوي. وقبل ما نخوض في تفاصيل الأمر ده خلونا نلقي نظره على الاسرة المصرية اللي عمرها آلاف السنين وأقامت مجتمع وحضارة عاشت لآلاف السنين وانتجت أفراد صالحين ومبدعيين أقاموا أول حضارة ومجتمع ووطن عرفه التاريخ بعلومه وآدابه وإنسانيته.
الأسرة المصرية قديماً .. بناة الحضارة وصناع الأجيال الصالحة.
قديماً وعلى جدران معابد مصر القديمة هتلاقي مكتوب نصايح وحكم عمرها آلاف السنين عن إحترام الأسرة وازاي الزوج والزوجة يتفاهموا ويبنوا أسرة تساهم في تنمية وتقدم المجتمع وعن آداب التعامل بين الزوج والزوجة وعن واجبات كل فرد منهم، وفعلاً فضلت الاسرة المصرية على مر التاريخ مثال للتماسك والتضحية ودايماً الست المصرية هي أفضل زوجة وأم وسند والراجل المصري راجل جدع ومبدع وحنون بيشقى ويتعب علشان خاطر مراته وولاده وبيحترم مراته وبيقدرها. بل إن لو تعمقنا في اثارنا المصرية، هنلاقي وصايا كامله من حكماء وفلاسفة مصر قديماً كمثال وصايا الحكيم والوزير بتاح حتب لما خاطب رجال مصر قائلأ : "إذا كنت رجُلاً كفئًا فأسس لنفسك بيتًا، أحبب زوجتك بشدة، أشبع جوفها، إكسُ جسدها، أفرح قلبها طالما كنت موجودًا، إعتن بها، إفتح لها ذراعيك، إياك والقسوة عليها فالقسوة خراب للبيت الذي أسسته فهو بيت حياتك، فأنت أخترتها أمام الاله و أنت مسؤول عنها أمامه، و عندها تكون المرأة حقلًا مثمرًا لزوجها". وهنلاقي تسجيل لحقوق الزوج وواجباته وحقوق الزوجة وواجباتها محمية بالقانون اللي كان مستمد من الثقافة المصرية الشعبية بالفعل واللي قدرت تخلق مناخ صالح ينشأ أسر مزدهره ومستقرة أسست حضارة علمت الأنسانية والعالم.
الأسرة المصرية المعاصرة..بين المطرقة والسندان.
وعلى الرغم من التناغم الأسري والمستوي الناجح اللي كانت بتعيشه الأسرة المصرية قديماً واللي استمر لآلاف السنين وحتى بعد سقوط الحضارة المصرية ظل التماسك الأسري المصري بيمثل نموذج لافت للعلاقات العاطفية الناجحة واللي لحد وقت مش بعيد كانت الاسرة المصرية مستقرة إلى حد كبير حتى لو تخللها عدد من الاضطرابات او السلبيات. بسبب دخول ثقافات أجنبية على المجتمع المصري والأسرة المصرية واللي خلقت عدد من المشاكل ولكن الحال كان ممكن إن يتم احتواءه بحل المشاكل دي بشكل قانوني وتوعوي, إلى أن ظهر علينا عباد التريند والأضواء علشان يتاجروا بحال العلاقات العاطفية والأسرة المصرية ادعاءً منهم إنهم بكدا بيصلحوا من حالها وبيسلطوا الضوء على مشاكلها اللي هيقدمولها الحلول.
الدعايا لنفور الزوجة عن أسرتها VS الدفاع عن الهمجية وحياة الجواري.
وزي ما ذكرنا إنه في الفترة اللي فاتت ومع بدأ ظهور تريندات غريبة علينا وكلام مش بتاعنا ولا تربيتنا، كان قوامها الاساسي كلام من برنامجيين لمذيعتين قضوا كل وقتهم في تحويل العلاقات العاطفية والأسرية لعلاقات ندية اشبه بعراك الشوارع. من برنامج يتعمل علشان يقوي الست على زوجها ويروج لفكرة الست المتمردة على واجباتها العاطفية والأسرية بزعم إنها مش مسؤولة عن حاجة وأن هي القوية والرجالة ميستاهلوش واللي بتقدمه مذيعه لسه مفتوح معاها تحقيق من يومين بسبب إنها وصفت الرجال بالخرفان على حسابها الشخصي. لبرنامج تاني عن شبه تقديس الراجل المخطئ والهم..جي اللي محتواه إزاي الست تقبل بالإهانة والعنف والضرب والإساءة والترويج للعلاقات الهمججية، علشان هو دايماً على حق ولوم الست السوية اللي نفسها تعيش في مناخ إيجابي علشان تنشأ أسرة سوية مع زوجها بناءً على الحب والمودة. وفي النص كدا بنلاقي البرنامج بيروج لبعض الجمل الدونية اللي بتحمل في طياتها ترويج للزواج من الاجانب وبعض الجنسيات في المنطقة وإن الزواج منهم نعمة، وبالمناسبة المذيعة دي هي كمان اتحولت للتحقيقات من عدة اسابيع بسبب تصريحات كارثية. وأثناء ما كل واحدة بتقدم كلام مسموم للمجتمع له سلبيات لا تعد ولا تحصى بياخدوا استراحتهم بأنهم يتخانقوا مع بعض بأبشع التصريحات اللي بتسيئ للأعلام المصري وتاريخ الاعلاميين المصريين العريق. وللأسف المذيعتين نسيوا إن في مودة ورحمة بين الزوجين ونسيوا ان للأسف هما قدوة لبعض الناس اللي بتشوفهم وبتسمعلهم، وإن بالفعل في حالات طلاق ومشاكل زوجية حصلت نتيجة لسمومهم، ونسيوا أن مصلحة المجتمع واستقراره أهم من التريند وحرب الكلام علشان مين تبقى مشهورة عن التانية. نسيوا الجواز في كل مجتمع هو منظومة مقدسة قائمة على الحب والاحترام والمتبادل، فهم لمشاعر الطرفين وتقديرها، وتعامل مبني على الثقة والتضحية، لا الست هي كل حاجة ومصلحتها الشخصية تتغلب على مصلحة ابناءها واسرتها و ولا الراجل هو كل حاجه و الملك الطا.غي اللي مبيتقالوش لا و ولا العلاقة مبنييه على ندية بل بالعكس مبنيه على المودة والتفاهم والنقاش والتكامل. وللأسف النموذجين دول بقالهم فترة كبيره بيعبثوا في الوعي الجمعي المصري للشباب والأسر وكان نتيجة مباشرة لده زيادة الخلافات الاسرية وزيادة الانشقاق بين الشباب والبنات المصري واستغلال ده من بعض المؤدلجين على السوشيال ميديا للترويج للزواج من أجانب والإساءة للبنات والشباب المصري. في حين ان لو بصينا بعين الحق وبدون انحياز على الأسرة المصرية هنجد فعلاً إن فيه بعض المشاكل اللي واجب حلها واللي بتسعي الدولة المصرية إنها تحلها من خلال مشروع قانون جديد للأحوال الشخصية بيضمن حقوق الطرفين ولكن بدلاً من إنه يلاقي دعم من مهاويس التريند والزخم اللي بيدّعوا اهتمامهم بالأسرة المصرية بأنهم يصنعوا وعي جمعي صحيح عن العلاقات العاطفية والأسرية الناجحة والسوية اقتداءً بأجدادنا كأمثال هنجد إنهم بياخدوا طريق تاني بيضروا بيه بالأسرة اللي بقت منهكة علشان خاطر بعض الفيوز والربح.
ختامًا.
نتمنى من الأسر المصرية ومن الشباب والبنات المصريين انهم يلتزموا بالمودة والرحمة والحب والعقلانية في علاقاتهم وميبنوش مستقبلهم على كلام وتريندات بتوجهه ليهم اساساً بهدف الاستفادة والمصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة. نتمنى من كل أب وأم مصرية يعاملوا بعض بمودة وتفاهم ويربوا اولادهم على الحب والعقلانية وفهم أساسيات الحياة لأن عيب جداً إن المجتمع اللي علم البشرية معنى الانسانية والحضارة يصل بيه الحال إلى ما هو عليه.