اخر تحديث | الثلاثاء، ٥ سبتمبر ٢٠٢٣
تمثال شامبليون المسيء للحضارة المصرية..ايه القصة؟
في الساعات اللي فاتت وبالتزامن مع احتفال الدولة المصرية بذكرى تأسيس علم المصريات وفك حجر رشيد انتشرت صورة متداولة بشكل كبير عن تمثال العالم الفرنسي چون فرانسوا شامبليون ..ايه قصة التمثال؟
رمز استعلائي فرنسي وإهانة..
التمثال يُظهر عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون اللي فك رموز اللغة المصرية على حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وهو دايس برجليع قدميه على رأس حجري يشبه أحد ملوك مصر قديمًا أمام جامعة السوربون في باريس.
التمثال لفت الانتباه لأول مرة لما اكتشفه بالصدفه الفنان المصرى المقيم فى فرنسا هشام جاد، موسيقى ومسرحى ودارس للفنون التشكيلية، لدى مروره بجانب "كوليج دو فرانس".
الفنان هشام جاد هو مفجر موضوع ونشر علي قناته الخاصة باليوتيوب سنه ٢٠١٣ في وقتها قال هشام جاد انه اتصل بمسئولى السفارة المصرية بالعاصمة الفرنسية اللي قاموا بالفعل بمتابعة الملف
وتم التعبير عن استياء المصريين من التمثال "المهين"..وإتضح إن شمبليون نفسه ملوش علاقة بالتمثال اللى قام بنحته الفنان "بارلتولودي"، ٣٢ سنة بعد وفاة شاملبيون، وهو نفس الفنان اللي قدم تمثال الحرية المشهور فى الولايات المتحدة واللي أصبح رمزا لأمريكا فى العالم..
هشام جاد قال "كيف تتم إهانة الحضارة المصرية بهذه الطريقة التى أرى انها ضد البشرية والانسانية وضد شامبليون نفسه هذا العالم الشهير"..
زاهي حواس وعلماء المصريات!
الصورة مش جديدة أبدًا لكن علي مدار أوقات كتير بتختفي وتظهر بشكل مستمر مع مطالبات الشباب القومي ومحاولة نشر الوعي تجاه المسألة لكن من امبارح خرج تصريح مهم جدًا من عالم المصريات د. زاهي حواس اللي عبر فيه عن رفضه التام للتمثال اللي بتعرضه فرنسا في ساحة أكبر جامعة "الكوليدج دي فرانس"، وهو حاطط جزمته علي رأس ملك مصر الملك تحتمس الثالث، وطالب فرنسا بإتخاذ إجرائات لإزالة التمثال مسيء لمشاعر المصريين.
وقال إنه لما كان أمين عام للمجلس الأعلى للآثار، مكنش يعرف عن تمثال شامبليون إلا بعد ما ساب وزارة الآثار، ولما عرف كتب مقالة ضد الموضوع ووقع على نداء أرسله المثقفون إلى السفير الفرنسي في مصر اعتراضوا فيه على السلوك غير المتحضر تجاه ملك مصري عظيم.
مصدر في وزارة السياحة والآثار قال إن نحت تمثال من الحجر الجيري للعالم الفرنسي شامبليون بهذا الشكل وهو يطأ أحد قدميه على أحد أجدادنا المصريين أمر مرفوض تمامًا، وعلى الجهات المعنية في فرنسا إزالة هذا التمثال.
الخوف من أزمة دبلوماسية؟
كتير من علماء الآثار المصرية أعربوا عن غضبهم الشديد من الصورة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي واللي بتظهر إهانة أحد الملوك المصريين، مطالبين الجهات المعنية في مصر بالتحرك الفوري لإزالة التمثال المهين لمصر وتقديم شكوى ضد الجامعة الفرنسية.
فرنسا دايمًا ما بتتجاهل المطالب دي وبتعتمد علي إن مفيش طلب دبلوماسي اتقدم بشكل رسمي وإن التمثال مفيش داعي للغضب منه بإعتبار إن دي حرية إبداع في النحت والفن وإن فرنسا دورها كبير في الأثار المصرية وده راسخ وبيأسفوا لمشاعر المصريين.
سفراء الدولة المصرية في فرنسا تباعًا تجاهلوا المسألة دي بإعتبار إن العلاقات السياسية بين الدولتين أولوية قصوى وإن ملف زي ده مش بالقدر اللي تتحركله الدولة المصرية علي المستوى الرسمي لحد اللحظة عشان ميسببش "مشاكل دبلوماسية" ملهاش داعي.
القومية المصرية وواجبنا كشباب قومي.
الأثار المصرية هي إرث أجدادنا لينا وهي ممتلكاتنا كأمة مصرية بغض النظر عن اللي بتنصه أي قوانين دولية ليس لها قيمة سوى التلاعب بالألفاظ وسلب الحقوق من أصحابها.
علي كل واحد إنه يفهم كويس إن دي أثارنا في الخارج من أول حجر رشيد لراس الملكة المصرية نفرتيتي لكل المسلات والمعابد اللي اتسلبت مننا أو حتى تم إهدائها لغرض سياسي أو غيره.
ده مش معنا إنكار دور أي كرف في الإسهام في إزالة الغبار عن تاريخ الدولة المصرية لكن ده ميديش الحق بالإهانة والسلب والسرقة.
كرامة المصري هي أغلى شيء وده مبدأ أساسي في القومية المصرية..وإهانة رمز من رموز الدولة المصرية عبر تاريخها أمر مش هنسكت عليه ولو سكت المسؤولين باسم المصالح السياسية.
التوقيعات والمطالبات جارية ومستمرة لاسترجاع أثارنا واستردادها بمساعدة كل شخصية واعية فاهمة ومدركة قيمة بلدها..وده دورنا لأن تاريخنا المصري مقدس ميدافعش عنه إلا اللي فاهم قدره وعظمته.
ختامًا
الفرنسيين كشعب بيتعاملوا مع الحضارة المصرية كملكية خاصة وانه ده شئ يملكوه زي فكهم لزودياك معبد دندرهوسرقته وعلي متحف اللوڤر وغيرها من الأثار اللي لا تقدر بثمن ولما مصر طالبت بيه جبولنا النسخة المقلدة وحطوها لينا كمان جوا المعبد!