هل من الممكن ان تتفق مصالح بعض الصفحات المصرية المدعية للوطنية مع رغبات الكيان الصهيوني ووكلاءه وتتعارض مع المصالح الوطنية المصرية؟
بعد سنة وبضعة أشهر من الحرب الاجرامية الاسرائيلية علي قطاع غزة وبعد حصار (صهيوني) محكم علي أهل غزة باحتلال رفح الفلسطينية وتطويق اهل غزه بالقوات من كل جانب ومنع دخول اي مساعدات انسانية لأهل القطاع سعي الكيان الصهيوني وحلفاءه و وكلاءه لتنفيذ مخطط قديم لتهجيرالفلسطينيين الي الاراضي المصرية.
ابتدي الاسرائيليين يتكلمو عن المخطط ده صراحتاً في 2010 فحسب تقارير من وكالة Ynet الإسرائيلية – بنيامين نتنياهو عرض على الرئيس السابق حسني مبارك عام 2010 خطة لإعادة توطين جزء من الفلسطينيين في سيناء ضمن صفقة تبادل أراضي، لكن مبارك رفض الفكرة رفضاً قاطعاً.
وفي ديسمبر 2023 اتجدد الكلام ده تاني بعد بداية حرب غزه بعد 7 اكتوبر 2023، فصرح وزير الخارجية إيتمار بن غفير بأن الهجرة الجماعية من غزة هي "أمر الساعة"، وكررها أكثر من مرة في يناير 2024.
وفي فبراير 2025 وبعد حديث ترامب عن الفكرة، قال نتنياهو إنه "لا مانع" من فكرة الرئيس دونالد ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة، واصفاً الفكرة بأنها "حسنة" و"ليست خطأ".
وأضاف:
"يمكن للغزاويين أن يغادروا ثم يعودوا أو يعاد توطينهم، ولكن يجب إعادة إعمار غزة"
وبعض وزراء اليمين المتطرف (بن غفير وسموترتش) دافعوا عن "تشجيع الهجرة" أو "الهجرة الفعلية" لآلاف الفلسطينيين من غزة.في الوقت ده قامت الدولة المصرية بالرد علي كافة هذه التصريحات بالرفض التام لتهجير الشعب الفلسطيني والرفض التام لحصاره ايضاً واستخدمت كافة ادواتها السياسية والدبلوماسيه لحشد الراي العالمي ضد هذه الدعوات وايضا لايصال الرسالة السليمه للعالم بموقف مصر الثابت.
ومن وقتها انتقل الكيان لمرحلة اخبث من الضغط علي المارد المصري بتتمثل في محاولته للافلات من جرائمه وتحميل مسؤولية الحصار المفروض علي اهل غزة للدولة المصرية مع العلم ان 80% من المساعدات اللي دخلت غزه من بداية الحرب كانت مساعدات مصرية ولكن التشويه وتحميل مصر المسؤولية فضل مستمر من خلال مرحلتين الاولي كانت بشكل صريح ومباشر من خلال تصريحاته الرسمية.
فهنلاقي ان في مايو 2024، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن "المفتاح لحل الأزمة الإنسانية في غزة في أيدي أصدقائنا المصريين"، وتوعد أن مصر يجب أن تفتح معبر رفح لإدخال المساعدات, مع العلم ان الجانب المصري من المعبر مفتوح فعليا والمشكلة الكبري في الجانب الفلسطيني من المعبر اللي تم احتلاله في اول سنة 2024 هو ومحيطه من قبل القوات الاسرائيلية واللي مانعه دخول الشاحنات من معبر رفح.
وحسب روسيا اليوم وقتها ردت الخارجية المصرية بأن إسرائيل تتحمّل المسؤولية، قائلة إن السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني وهجماتها القريبة من المعبر هي السبب الحقيقي في تعطيل المساعدات.
وأشارت بيانات مصرية إلى أن الجانب المصري من معبر رفح "مفتوح دائمًا"، وأن الإنكار من إسرائيل يفتقر للواقعية والموثوقية، مؤكدين أن إسرائيل هي من تغلق الجانب الآخر من المعبر وفي يناير 2024، أمام محكمة العدل الدولية، نفت مصر بشكل قاطع أي مسؤولية عن إغلاق المعبر، معربة عن أن إسرائيل كانت هي الجهة التي تمنع دخول المساعدات، مدعية أنها تحاول صرف الانتباه عن مسؤوليتها القضائية.
وقامت مصر بدعوة شخصيات دولية زي الرئيس الفرنسي ماكرون وشخصيات من الامم المتحدة واطلاعهم علي الوضع الراهن في رفح وعلاج واستضافة الفلسطينيين في مستشفيات مصر ودول اللي قدروا يدخلوا مصر قبل غلق المعبر من الجانب الفلسطيني.
اما المرحلة الثانية من محاولة الضغط والتشويه اللي شنها الجانب الاسرائيلي كانت باستخدام وكلاءهم المتمثلين في انصار وافراد الجماعات التكفيرية الدولية من خلال قلب الحقائق وتوجيه اتهام الحصار وغلق المعبر لمصر لتشويهها والهجوم عليها فواحنا بنتكلم دلوقتي بنلاقي انصار جماعة الإخوان الإرهابية بيقودو حملة ضد السفارات المصرية في الخارج للاعتداء عليها وتشويه صورة الدولة المصرية متجنبيين تماما انهم يهاجموا او يحتشدو ضد سفارات المجرم الاسرائيلي نفسه.
ولو رجعنا لورا شوية فبنلاقي ان ظهر دعوات من شهر لتنظيم قافلة بعنوان قافلة الصمود اتحركت برياً من احدي الدول المجاورة بشكل مفاجئ وبدون اي تنسيق مع الجهات الرسمية للدولة المصرية علي عكس اي حشود وزيارات شعبية او رسمية سمحت بيها مصر للمعبر خلال السنة ونص اللي فاتو وادعت القافلة انها انها محملة بالمساعدات وده اللي تم اكتشاف انه كدبه فيما بعد.
وانها جايه لتخطي الحدود واقتحام معبررفح من الجانب المصري وكسر الحصار المفروض علي قطاع غزه (واللي ادعو ان بتشارك فيه مصر) وبالنظر وقتها لمنظمين القافلة بنلاقي المتحدث الرسمي بأسم القافلة وهو "نبيل الشوفي" كاتب علي بروفايله الشخصي عدد من البوستات المريبة والمشوهه للدولة المصرية زي "علي مايبدو وجب تحرير مصر قبل فلسطين" وبوستات اخري داعمة لشخصيات ارهابية محكوم عليها باحكام قضائية في مصر.
وبدأ يظهر تصريحات من المشاركين في القافلة:
"الرسالة وصلت هذا جيد ان يقفهم السيسي او حفتر جيد هذا ما نريده"
فالهدف كان واضح وقتها وهو التحرك بشكل همجي تجاه الدولة المصرية والليبية ومحاولة رفع الجريمة عن اسرائيل وتحميلها زوراً لمصر وبعض الافراد المنضمين للقافلة دخلوا لمصر عن طريق المطارات كسائحيين وبالفعل اتجهوا لمدن القناة عشان ينتقلوا لسيناء ولما اتمنعوا لان معهمش تصاريح اعتدوا علي اهالي الاسماعيلية والامن وتم ترحيلهم فوراً.
في الوقت ده رفضت مصر بشكل قاطع انها تسمح بالعبث ده واتكاتفت كل الاصوات الوطنية ضد الحملة المسيئه اللي اتعملت علي مصر.
ولكن! … ظهر وقتها عدد من الاصوات المريبة من صفحات واشخاص يدعون الوطنية المصرية والتضامن مع القضية الفلسطينية بشكل مستمر لحشد التفاعلات والريتش من الجمهور المصري والعربي بتدعم القافلة متحديه في ذلك الجهات الرسمية المصرية والاصوات الوطنية اللي رفضت المزايده والتطاول علي الدولة المصرية والمحاولات البائسه لتحميلها الجرائم الاسرائيلية ورفع الحرج عن المجرم الحقيقي!! ورغم رفض الناس للدعم ده ومحاولتهم لتوعية المنصات دي الإ إنهم قامو بالهجوم علي الناس بشكل بذيئ وانتهي الامر بحذف البوست.
لإن نفس المنصات دي في الوقت الحالي قامت بهجمة غير مبرره علي اي شعار وطني وقومي مصري بيجمع الشعب ده علي كلمة واحده وبيزيد من ترابطه.
رغم ان زي ماذكرنا قبل كدا ان تماسك الجبهة المصرية وتكاتف الشعب المصري مبيزعلش ولا بيهدد حد الإ الجانب الصهيوني اللي بيتمني تفكك الشعوب علي أسس طائفية وأمميه عشان يسهل عليه هدفه زي ما ذكرنا قبل كدا في بوست سابق عن خطة برنارد ليفي لتفكيك المجتمعات الوطنية.
فخد بالك وانت بتقلب علي السوشيال ميديا ان مش كل من تاجر وادعي الدعم للشعارات الانسانية او الشعارات الوطنية وادعي ملكيته لصكوك الوطنية والغفران انه صادق فعلا ووطني لان اوقات كتير رغباته وكلامه بيتوافق مع هدف باطني لاعداءك وبيتعارض مع مصلحة وطنك.