أدانت مصر ما أثير في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، وطالبت بإيضاحات لذلك في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار وتوجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة، والإصرار على التصعيد، بما يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام والراغبة في تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
في 13 أغسطس 2025، أصدرت الجمهورية العربية المصرية بيانًا صحفيًا حازمًا يؤكد حرصها المستمر على إحلال السلام في الشرق الأوسط، ويرفض أي تصعيد يُهدِّد استقرار المنطقة. وفيما يلي تفصيل دقيق لمُضامين هذا البيان السياقي، وتحليله في إطار الدور الإقليمي لمصر.
أعربت مصر عن رفضها القاطع لأي تصعيد عسكري أو سياسي يُهدّد السلام في الشرق الأوسط ويُحمّل المنطقة نتائج كارثية. ووصفت أن عدم الاستقرار ينعكس سلبًا على كافة شعوب المنطقة، وتنافى مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية الساعية إلى السلام والتنمية. وأكد البيان أن الحلول الأمنية لا تُنهي النزاعات، بل تُعمّق الأزمات.
أكد البيان أن مصر تؤمن بأن السلام العادل والدائم لا يتحقق إلا من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات، والانطلاق من قرارات الشرعية الدولية والمبادئ المعترف بها، مثل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ومبادرات السلام السابقة. وشدّد على أن الاحتلال يسقط أمن المنطقة، ولا يمكن تعويض ذلك إلا بوضع سياسي شامل وعادل.
جدّد البيان دعم مصر للجهود الرامية إلى التهدئة وإنهاء النزاعات في المنطقة، سواء أكانت مبادرات إقليمية أو دولية. وحثّ جميع الأطراف على توحيد خطواتهم، والالتزام بالقانون الدولي، والامتناع عن الأعمال الأحادية التي تُعرقل فرص السلام.
يتزامن هذا البيان مع تصاعد التوترات الإقليمية، واستمرار بعض الاعتداءات التي تهدّد بتوسيع الصراعات. تأتي تصريحات مصر عملاً باستراتيجيتها المعروشة الدائمة في الوسط العربي والدولي، التي تضع الاحتلال وتحقيق حل الدولتين في قلب أولوياتها. وهي بذلك تؤكد دورها التاريخي كضامن للاستقرار الإقليمي.
سبق أن عبّرت مصر في مناسبات سابقة عن رفضها لتصعيد التوترات في المنطقة، وأكدت أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد نحو الاستقرار. على سبيل المثال، دعا وزير الخارجية المصري إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران، قائلاً إن التصعيد المستمر يُهدّد أمن المنطقة ويستحيل مواجهته عسكريًا. كما أدانت مصر الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران، واعتبرتها انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، مع التأكيد على أن الأمن لا يتحقق بالقوة وإنما بالعدل والتفاوض.
بهذا، يُبرز البيان المصري بتاريخ 13 أغسطس 2025 موقفًا راسخًا وواضحًا من السلام العادل والدائم، منطلقًا من المسؤولية الوطنية والالتزام بالقانون الدولي، ومساهماً في حماية مستقبل المنطقة من الانزلاق إلى أتون الصراع.