في أخبار متداولة عن إن مجلس الشيوخ المصري بيستعد لمناقشة حظر تطبيق "تيك توك"، و بتأتي تحركات مجلس الشيوخ بعد حصلت دعاوى قضائية كتيرة جدًا أمام المحاكم المصرية ضد التطبيق ده تحديدًا.
والسبب إن التطبيق ساهم في زيادة انتشار "العري و الإباحية و البلطجة والعنف و التنمر" في الآونة الأخيرة، و قالت الدعوى إن بعض الفتيات لجأوا للعري للحصول على مشاهدات أعلى، و لجأ شباب كذلك للبلطجة و التنمر لكسب مشاهدات و شهرة بسرعة!
من ضمن الأسباب كذلك إن التطبيق أصبح بيستخدم في جمع الأموال والنصب بجانب اتهامه بنشر العري والبلطجة والإتجار بالبشر.
طيب ايه قصة التيك توك بدأ ازاي وهل له الآثار السلبية دي فعلًا؟..في البوست ده هنعرفكم تفاصيل مهمة جدًا فركزوا فيه.
من بداية ظهور التيك توك كبرنامج تواصل ومحتوي مرئي في المنطقة وهو لقي انتشار واسع بسبب إنه بيوفر ميزة إنشاء الفيديوهات القصيرة بأدوات بسيطة وسهلة.
إضافة إن خلال أزمة كورونا بقى في إقبال كبير علي استخدامه وزاد عدد مستخدميه ومتابعينه ووصل لمليارات في زمن نسبي قصير جدًا ولكن من وقت ظهورة بدأ يظهر كلام آخر متعلق بالبرنامج ومش هو بس لا وعدد اخر من البرامج الصينية.
علي المستوي العالمي وهو الخلاف اللي حصل بين الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" والإدارة الصينية الحالية واللي بيترأسها الرئيس الصيني "شي جين". وإتهامات للتطبيق بالتجسس علي أمريكا من خلال جمع المعلومات ومراقبة الأنشطة بتاعت الموظفين في الحكومة الفيدرالية!
وده كان بسبب الصراع التكنولوجي بين واشنطن وبكين الي بينهم عدد من الصراعات زي الصراع الاقتصادي والعسكري والثقافي ففي الوقت ده بتسعى الصين اللي بتقود العالم حاليًا في مجال التكنولوجيات فائقة التقدم.
ده خلى امريكا مطالبات باتخاذ إجراءات صارمة ضد اللي بيتحكموا في تطبيقات برامج الاتصال الصينية لحماية أمن أمريكا القومي، لحد ما جه الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن و ألغى ما أصدره سلفه دونالد ترامب بحظر التطبيق.
خلاصة الصراع ده اللي يهمنا كمصريين وهو إن البرامج الرقمية ما هي الا أداة صراع للهيمنة والسيطرة بين أكبر قوتين موجودين في العالم حاليًا وكله بيستخدمه لتلميع نفسه واظهار أسوأ ما في منافسيه.
بيرى محللين إن الحرب التكنولوجية أو المنافسة التكنولوجية حتى اللحظة بين الصين وأمريكا هي حرب على تشكيل المستقبل في أنهي أنواع التكنولوجيا هتحكم؟ من المتفوق تكنولوجيًا، وبالتالي اقتصاديًا برضه؟ وأنهي هي الدولة العظمى الأولى في العالم فعليًا؟
وكعادة أي صراع زي ما بيكون للمتصارعين في مكاسب مادية وسياسية بيكون ليهم برضه مكاسب ثقافية ليهم وآثار علي المستخدمين، فايه هي آثار مكاسبهم أو صراعهم ده علينا؟
الحقيقة إن جينا فتحنا التيك توك هنلاقي فعلًا مهازل مش بس خاصة بالاخلاقيات والعري وما الي ذلك ولكن فعلًا بيوصل الأمر لقضايا مادية مثل الشحاتة او النصب ده غير طبعًا عدد كبير من الفيديوهات المسيئة والمليئة بالابتذال والانحطاط الاخلاقي.
وده مش بس في المحتوي المصري وإنه بيصدر صورة مهينة وسيئة ومغلوطة عنها ولكن كمان في محتوي كثير من البلدان وكلنا شوفنا من فترة قصيرة تريند عمل ضجة كبيرة بسبب فيديو عمله أحد الجنسيات الأجنبية بالرقص علي بعض آيات القرآن الكريم وقلده عدد كبير من أجانب صغار السن ومختلفين الجنسية.
فمع وجود برنامج بدون أي قيود او مراقبة ومن انتاج بلد بتتيح كمان نوع أسوأ من البرامج بيتم من خلالها تجارة جنسية زي " تانجو " وغيرهم من البرامج طبيعي هتلاقي كم الابتذال والانفلات ده.
هل التيك توك والبرامج دي ككل ملهاش أي إيجابيات تذكر؟
الحقيقة لا هي ليها فعلًا لأن استخدمها ناس موهوبة في الفنون سواء غناء أو رسم او مثلًا استخدمها بعض الجيمرز وبعض صناع المحتوي المنتج والفعال سواء في التكنولوجي أو في الحرف اليدوية أو اصحاب المحتويات الثقافية الإيجابية بشكل عام وحققوا من وراها دخل وعرفوا الناس بنفسهم وقدموا حاجه كويسة من خلال منصات بتتيح ليهم الوصول لعدد كبير من الناس وفي اللي بيستخدموا البرنامج للترويج للسياحة المصرية.
لكن الخطورة كلها إن البرنامج بيوجه الغالبية العظمى من شبابنا للمحتوى السلبي مستغلًا إنحدار الثقافة عن قطاع واسع من الشباب في فئات العمرية الصغير تحديدًا..فبنلاقي الطاغي والغالب دايمًا هو السلبي! الا إذا كان الشخص قادر يتحكم في اهتماماته وتفاعلاته وتفضيلاته..وده مش بيبقى منتشر للأسف بسبب غياب ثقافة استخدام التكنولوجيا عننا.
وهنا بنتحط قدام أزمة تانية وهي سوء استخدام التكنولوجيا في مجتمعنا المصري لأننا للأسف بنعاني في مجتمعنا من ثقافة خاطئة في استخدام كل شئ منتشر أو حديث لأن أي شئ رقمي عمومًا بيكون له جانب سلبي وجانب إيجابي وفي ايد كل انسان إنه يتبع الجانب الإيجابي ويستغله لتحقيق نجاح إو مكسب شرعي وقانوني أو إنه يدعم شغله أو يتعلم أكتر ولكن للأسف في مجتمعنا قطاع واسع مصاب بأزمة سوء استغلال التكنولوجيا.
الحقيقة إن برنامج تيك توك مش هو البرنامج الوحيد اللي نتج من الصراع ده واللي له أثر سلبي كارثي علي المجتمع المصري في برامج أخري مشاركة في المسألة دي زي البرنامج الصيني kwai و البرنامج الأمريكي Tango وغيرهم من برامج بتستخدم استخدام خاطئ ومليئ بمحتوي ضار وأثره سلبي علي المجتمعات.
الإجابة من منظورنا إنه لا مش ده الحل. وتعالوا نشرحلكم الأسباب..لأن أولًا فيه برامج ومنصات كتير بتوفر فكرة الفيديوهات القصيرة منها يوتيوب وفيس بوك كمان حاليًا ده غير إن تأثير TikTok السلبي مقارنة بغيره من البرامج المشابهة زي kwai و likee وTango اللي بتوفر فكرة اللايف أو الفيديوهات القصيرة بنلاقي إنهم برضه ليهم تأثير سلبي وكارثي قده ويمكن أكبر!
فإن كانت الدولة المصرية هتاخد القرار بحجب tiktok هي بالضرورة هتحتاج لحجب عدد آخر من البرامج والمواقع المنتشره حاليًا و بغض النظر عن كون حجب تيك توك نفسه صعب ومكلف جدًا وغير مجدي بسبب وجود برامج الـ VPN، في الفترة الحالية الا إنه مش الحل النهائي.
فمن جانبنا بنشوف إن امكانية مراقبة المحتوي المصري والمحتوي المنجذب له المجتمع المصري برضه في البرامج والمواقع دي هو الحل الأمثل وتطيبق القانون عليه ومنع ومحاسبة اصحاب المحتوي المنحرف اللي له أثر سلبي كبير علي أخلاقيات وثقافة الشعب المصري.
نضيف علي كده إن واجب يتم التحقيق في مسألة ما إن كانت البرامج دي بتحمل شبهة تجسس وتهديد عالأمن القومي أم لا وإن اتحقق الأمر وطلع فعلًا في شبهة تجسس اصبح منعها واجب حتي ولو كان مكلف لأن اضرارها هتكون مضاعفة.
خصوصًا لما نعرف كم البيانات اللي بتتاح عن شعبنا المصري علي المنصات ديه كلها من أعمار وتوجهات واهتمامات وتفضلات وحتى فيديوهات عسكرية وسياسية واجتماعية وغيرها..وده مبيخصش التيك توك لوحده زي ما ذكرنا.
في الأخير نتمنى ننتبه كويس للي بيدور حوالينا من صراعات تكنولوجية وثقتفية هي بتأثر علينا لا محالة ونهتم بالتثقيف والتوعية عشان ننتهي من مستوى الانحدار الثقافي اللي بيعاني منه مجتمعنا المصري حاليًا.